من بين جميع الأمور التي تقض مضاجع البشر هذه الأيام، يبقى فقدان القدرة على التركيز من أهمها. فلطالما شهدت البشرية العديد من التحديات على مختلف الأصعدة لكن ما كان يميزها هو قدرتها على التعامل مع المتغيرات بشكل سريع ومنطقي، فإن ملكنا القدرة على التركيز أصبح بوسعنا فعل الكثير من الانجازات والتوصل إلى الكثير من القرارات، والتغلب على المصاعب والتحديات التي تواجهنا بصورة يومية.
ونصيحتي لكم في العام الجديد هو أن تعملوا على تحسين قدرتكم على التركيز قبل الانتقال لمنجزات أخرى, فإن تمكنتم من الارتقاء بمثل هذه المهارة بدت التحديات التي تواجهكم أسهل بمراحل. ورغم أن هذا الأمر قد يبدو صعبا في البداية إلا أنه ومن خلال خبرتي في مجال تنظيم الوقت، وجدت أن إتباع الخطوات الثلاثة التالية من شأنه أن يساعد الجميع في التركيز بصورة أفضل على أعمالهم اليومية:
- 1. تجنب استخدام الحاسوب في النصف ساعة الأولى والأخيرة من اليوم:
إن عالم التواصل الالكتروني والعلاقات المجتمعية أصبح يولد لدينا رغبة فورية في الاستجابة السريعة لكل ما يصلنا من أي مصدر، وقد أثبتت الأبحاث أن من شأن هذا الأمر أن يكون مسببا للإدمان. كما أنه يفقد الأفراد القدرة على التركيز بشكل متواصل. ووفقا لدراسة أجراها مركز الأبحاث في الجيش الأمريكي، فإن الابتعاد قليلا عن متابعة الأنشطة الالكترونية يفيد في تحسين مستويات التركيز لدى مختلف العاملين في المجالات المختلفة.
ورغم صعوبة هذا الأمر في عالمنا الافتراضي الحالي، فمن الأفضل أن نحاول تجنب التواصل عبر الحاسوب في النصف ساعة الأولى من اليوم، جرب أن تبدأ في التركيز على أهم الأمور الواجب القيام بها في فترة الصباح وحاول أن تنهي يومك مسترخيا وبعيدا عن أي قنوات للتواصل الالكتروني.
- 2. حاول الموازنة مابين عملك وحياتك الشخصية:
إن التضحية بحياتك الشخصية لحساب عملك هي من أكبر الأخطاء التي يمكنك القيام بها. فانعدام الوقت للراحة والاستمتاع بالأنشطة المختلفة من شأنه أن يقلل من إنتاجيتك في العمل، ويمنع عنك فرص الابتكار وقد يؤدي أيضا إلى إصدارك لقرارات غير محسوبة. ورغم أن الكثير من أصحاب الأعمال مقتنعون بضرورة أن يكون الموظفون متوفرين لخدمة عملائهم طيلة الوقت إلا أن دراسة حديثة قامت بها ( مجموعة بوسطن الاستشارية – Boston Consulting Group) كشفت عن أن أخذ بعض الوقت لقضاء إجازة مخطط لها، له فعل السحر في تجديد الطاقة لدى الموظفين.
لذا احرص على تخصيص بعض الوقت لممارسة الأنشطة التي تفضل كالاسترخاء أو التمارين الرياضية أو غيرها واجعلها جزءا من جدولك اليومي ولو لبضع دقائق فقد يكون هذا الأمر هو المفتاح الحقيقي لتعزيز إنتاجيتك والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها للعملاء
منقول من :موقع فوربس العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق