تزداد أعداد الذين يتعلمون عن بعد
منذ نشأة الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية العالمية. ففى عام 2005 سجلت الأرقام عدد
302 مليون طالب فى التعليم الجامعى سجلوا على الأقل فى مقرر دراسى واحد من خلال الإنترنت
أى أنهم بعيدون عن القائم بالتدريس ومفصولين تماما عنه زمانا ومكانا. هذا العدد تضاعف
فى خلال الثلاث سنوات الأخيرة. فطلاب التعلم عن بعد يمثلون 17% من مجموع طلاب التعليم
الجامعى فى الولايات المتحدة الأمريكية
[1]. هذه النسبة الكبيرة فى طلاب التعلم عن بعد هى نتيجة التقدم التكنولوجى
وما واكبه من ظهور تقنيات التعليم الإلكترونى وتطبيقاته. ومن المهم تحديد ما أضافه
التعليم الإلكترونى إلى التعلم عن بعد.
فقد مر التعلم عن بعد بثلاثة مراحل (أجيال) أساسية.
فالمرحلة الأولى كانت تعتمد على تسليم الطالب عدد من الكتب أو المادة العلمية المطبوعة
من خلال البريد. وكان إتصال الطالب مع القائم بالتدريس من خلال البريد. والمرحلة الثانية
إعتمدت على الإذاعة السمعية والمرئيةaudio/video وهذا
تم تطويره إلى التسجيلات السمعية والمرئية وكان اتصال الطالب مع القائم بالتدريس يتم
من خلال التليفون أو من خلال البريد الإلكترونى فى بداية التسعينات. أما المرحلة الثالثة
فتعتمد على تكنولوجيا الإنترنت والتعليم الإلكترونى.
وبالطبع لم يكن هناك شك فى أن كلا من الطالب والقائم
بالتدريس كانا يجدان التعليم من خلال وسائط الإذاعة السمعية والمرئية أكثر فعالية من
التعليم من خلال المراسلات المطبوعة. وكذلك ازدادت فعالية التعلم والتى أصبحت تقارب طريقة التعليم وجها لوجه face-to-face instruction والتى
تستخدم فى الفصول التفليدية.
ولكن كانت تلك الطريقة عالية التكلفة مقارنة بالطريقة
التقليدية والتى ترتبط بالفصول. وقد أتاحت القنوات العامة للإذاعة والتلفزيون فرصة
كبيرة للتعلم عن بعد ولكنها عالية التكلفة مما أدى إلى ظهور القنوات الإذاعية ذات القنوات
المغلقة وهى وإن كانت أقل تكلفة إلا إنها محدودة الإستخدام نظرا للحاجة إلى استخدام
تطبيقات الميكروويف ومستقبلات الأقمار الصناعية لبث هذه المقررات. وباستخدام هذا الجيل
من التعلم عن بعد كان يمكن للطلاب تناول المقررات فى العمل أو أماكن أخرى. وميزة انخفاض
تكلفة التسجيلات السمعية/المرئية زادت من شيوعها حيث يمكن تشغيل هذه التسجيلات الشريطية
العديد من المرات وفى البيت أوالعمل.
أما الجيل الثالث من تكنولوجيا التعلم عن بعد فهو
يعتمد على تكنولوجيا الإنترنت وتكنولوجيا التعليم الإلكترونى حيث ساهمت هذه التكنولوجيا
فى انتشاره وخفضت من تكلفته بالإضافة إلى زيادة فاعلية التعلم ورضاء كل من القائم بالتدريس
والطالب. ويمكن تقسيم الطرق الشائعة الآن إلى نوعين: التقنية المتزامنة Synchronous أو ما
يعرف باللقاء الآنى Real-time conferencing والغيرتزامنية Asynchronus أو اللقاء
عند الطلب on-demand access .
الكاتبة : أ.د / فاطمة الزهراء ابوشادي
المصدر : [مجلة التعليم الإلكتروني - العدد الثاني]